
لخص الكاتب مروان اسكندر عمق تأثير سياسات قطر الجديدة عام 1997م بانها وبشكل واضح موجهة ضد "المصلحة العربية التي أصيبت بأضرار غير بسيطة ص159ـ من جراء الانقلاب السياسي في السلطة القطرية ويحدد ثغرة تسرب الضرر بدقة في العلاقة الموصوفة في كتابة "موقع قطر في الإستراتيجية الأمريكية قائلا : "أنها علاقة ما بين قوة مسيطرة وحاكم ملتجئ " صـ167ــ
ولأن قطر متمرسة في التقرب إلى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على حساب المصالح الإستراتيجية العربية قدمت العديد من البراهين على مهارة الإيذاء والأضرار فهي استفادت من ما يسمى الربيع العربي لتحى.. الجامعة العربية لتستخدمها لأغراضها وتجعلها متنكرة لميثاقها وساحة جديدة لصراع عربي - عربي لا تستفيد منه إلا إسرائيل. فهذه مصر العظيمة مكان مقر الجامعة يصبح الأرض المستباحة من الغل القطري ضد الحكام الذين جاهروا التعاطف مع الشيخ خليفه بن حمد أمير قطر الشرعي الذي كان قد زار عام 1996م دول مجلس التعاون ومصر وسوريا حيث عومل في سوريا كزعيم خرج إلى استقباله إلى المطار الرئيس السوري وبعد انتهاء الزيارة صدر بيانا اتهم الولد حمد بن خليفة بالعمل على شق الصف العربي وانتهاك المبادئ الأساسية للتعامل الأخوي الصادق مابين الدول صــ168
ونرى جليا صدق ونبل وأمانة ذلك البيان فجميع مداولات اجتماع وزراء خارجية دول الجامعة العربية انتهاك صريح لمبادئ الجامعة وسلوك حمد بن جاسم رئيس الجلسة كان ترجمان السوء لتلك السياسة التي صممته خارج الكياسة والآداب صلف فض.... عدو لا يحترم قواعد الصراع ولا يعرف أصول المناورة كمقاتل نزيه وقد استقر هذا الدور حيث رأي أميناً عاماً انبثق من قلب الربيع العربي يفسح المجال لصبيانية قطر لتعبث بالمنظومة الإقليمية وتتحول إلى متراس يطلق النار أمام وسائل الإعلام وعلى مرأى من العالم النار على سوريا بدلا من إسرائيل وكأن القرار الذي اعد في مطبخ مزري السريره وغير قابل للتطبيق ويسلب الدولة السورية سلطتها ويشل يدها عن القيام بواجب حماية مواطنيها في مواجهة العنف الاصولى الذي تموله قطر ويجتاح المنطقة معتبرة ان الغطاء العربي قد يغير في موازين القوى في ادلب وحمص وحلب.. ان سخرية القدر منحت تاجر الأقنعة الواقية من الغاز السام أبان الحرب العراقية الإيرانية عام 1982م ليصبح بائع وهم في جامعة لم تفعل شيئاً منذ تأسيسها أو تسهم في تعزيز الأمن القومي العربي وضلت مريضة ومحاطة بكل أنواع العجز بدءاً من شلل الأطفال الذي صاحب حياتها مرورا بالزهايمر الذي استوطنها على يد حمد بن جاسم ليسرق قرارين هما وصمة عار في جبين العرب الأول على يد وزير الخارجية المصري السابق الذي طوقته رائحة السلطة بتخلي مبارك عنها ليمنح الناتو التفويض الذي يحتاجه لضرب ليبيا وتحريرها من القذافي لتسلم إلى الأصولية الإسلامية.
والقرار الثاني جاء على يد ثمرة الربيع العربي وللأسف "انه العربي" بإجازة التدخل في الشأن السوري وهما أسوأ قرارين يلحقان الضرر بالأمن القومي العربي .. هل لأن النظام السوري لا يعترف بحمد وقمات الدوحة لا يحضرها الكبار الذين يحترمون أنفسهم المهم أن سوريا هي ساحة واحدة من منظومة عربية باتت جزءاً من ملعب الولدين حمد بن خليفة وتابعه ماتي اللذين فطروا بالجامعة العربية وربما يكون عشاءهم مجلس التعاون المهم ان برتلند برخد يستحق ان يشاهد العرب مسرحيته السيد "بونتيلا" وتابعه ماتي ليعرفوا ما ينتظر من سيناريو الإخراج الإسرائيلي الأمريكي لهذا النص الجميل.